تفاصيل المقال
هموم اقتصادية
تعليقك قيد المراجعه
عادت «الموضة الكينزية» من جديد لتتصدر أفكار الكتّاب والمحللين في الشأن الاقتصادي، والكينزية،عزيزي القارئ، ليست إلا أفكار «الداعية الاقتصادي» البريطاني ومؤرخ الأزمات والكوارث المالية العالمية، جون مينارد كينز، الذي رفع شعار «الاقتصاد والسلام»، عندما مثل بريطانيا في مؤتمر بريتون وودز عام 1944، واضعاً أسساً جديدة للنظم المالية بعد الحروب والكوارث... وأعاد قراءة النظرية الكلاسيكية السائدة آنذاك، ودعم فكرة أهمية تدخل الحكومات للاستثمار في تنشيط «اقتصاد فترة الكساد» مرتكزة على الضرائبinterventionist economic policy.
واليوم وبعد أن أُعيد إحياء «المبادرات الكينزية» ولقيت رواجاً في طرح الحلول «للأزمة المالية العالمية»، أصبحنا أمام مطالبات جديدة بإعادة مبدأ تدخل الدولة لتحقيق التوازن الاقتصادي، وإعادة إحياء مناقشة أفكار النظام الاشتراكي، الذي ما لبثت دول أوروبا الشرقية أن تخلت عنه، طامحة إلى الحياة الديمقراطية والاقتصاد الحر، ولم يمنع ذلك تسابق الكتّاب في إعادة إحياء النظريات القديمة، حتى أصبح شعار «البعث من رماد الانهيار»، وهو الكتاب الذي أطلقه خبراء أوروبيون، عنواناً للمرحلة.
وفي سياق الحلول المطروحة أثارت إعجابي الخطوة التي اتخذتها مصر للتفاعل مع الأزمة المالية أخيرا بهدف تخفيف آثار الأزمة على الإنتاج والعمال، في ظل التحويلات الضخمة للعمالة من الخارج، وبإجراءاتها لحماية إنتاجها السلعي، فبعد أن ضخت 15 مليار جنيه وذلك خلال 6 أشهر، بادرت بمنع استيراد أي سلعة تامة الصنع في حال وجود مثيل محلي لها (وزير التجارة محمد رشيد- صحيفة الأهرام- 10 يناير 2009)، وذلك لحماية المنتج المحلي.
الجديد في الأمر هو مواكبة ضخ الأموال لتحفيز الإنتاج المحلي والمحافظة عليه، واليوم ونحن في ظل شبح التراجع والتخبط الاقتصادي أتساءل عن العقول العربية القادرة على استشراف المستقبل الاقتصادي والسياسي... انظروا إلى العاملين في المؤسسات الاقتصادية، والقيادات الاقتصادية الشبابية، هل جمعتها يوما مؤسسات لتحفيز الفكر الاقتصادي أو السياسي؟
ما نشهده اليوم هو محاولات لاستبعاد الكفاءات من المؤسسات الإدارية والفكرية وتصميم العوائق الإدارية أمام كل ما هو جديد...
كلمة أخيرة: حقيقة يجب أن نعيها أن الدبلوماسية العربية حتى يومنا هذا لم تستطع أن تفرض حلاً لأي أزمة من الأزمات العربية على الساحة الدولية.