تفاصيل المقال

ازمة غذاء ام.. "سوء تخطيط"

ندى المطوع
10/06/2008 12:00 AM

 
 

ازمة غذاء ام.. "سوء تخطيط"

 

د. ندى المطوع

كيف نستطيع ان نحقق بيئة معافاة.. بالاعتماد على طاقة بديلة , ولكن ليس على حساب ازمة غلاء الاسعار ؟ سؤال صعب  ..حاولت الامم المتحدة  الاسبوع الماضي  من خلال  مؤتمر روما  ايجاد له حل .. ,  المؤتمرابدأ  بانقسام دولي حاد  ,  حول مدى تاثير الوقود الحيوي على الزيادة المطردة في اسعار المواد الغذائية , في جو ساده القلق من الارتفاع في اسعار البترول  والخوف من التغيرات المناخية و السونامي الصامت الذي بات يهدد 100 مليون من سكان العالم الاشد فقرا ..شخصيا ومن دافع التحدي واقتحام علوم البيئة مؤخرا والتي  لم افقه منها شيئا في الماضي .. استحوذ موضوع البيئة والطاقة البديلة اهتمامي ..واقول  لمن يعتقد ان تصادم الاراء ووجهات النظر  يطأ نشطاء السياسة فقط فهو مخطئ , ..  فنشطاء البيئة بدوا  اكثر شراسة في روما  ..و النتيجة المبدئية التي توصلت لها هي اننا ما زلنا نبحث  عن بدائل للطاقة , وندرس   "التقنية الخضراء" .. ونصطدم  بمعادلات تقايض  الملايين من مالكي السيارات مقابل  ملايين يعانون من الجوع ..ولا نعرف حتى اليوم هل  استخدام الطاقة البديلة , وانتاج الوقود المتجدد وتطبيق سياسة الدعم للايثانول , اي انتاج الوقود من الغذاء هو سبب الارتفاع الجنوني للاسعار ام ان ازمة الاسعار سببها سياسات زراعية خاطئة ..؟

التباين في المواقف كان واضحا من خلال جلسات منظمة الفاو في المؤتمر  .. والدول المنتجة للوقود الحيوي شهدت هجوما لاذعا  من المنظمات الدولية ..فخبراء البنك الدولي  ارتفعت اصواتهم محذرين  من الايثانول المستخدم لانتاج الوقود ومنادين  بقراءة تقرير التنمية "التحذيري" لعام 2008 الذي اصدره البنك ,اما بان كيمون امين عام الامم المتحدة فقد رمى الكرة في ملعب الدول المانحة مطالبا اياها بدفع فاتورة الغلاء ومقدارها 200 مليار سنويا .., في حين  القى مقرر الامم المتحدة, جان زيجلر اللوم صراحة على الاتحاد الاوروبي محملا اياه مسؤلية  انتاج الوقود الحيوي العضوي, وطالب بتجميد الاستثمار به .وعلى الطرف الاخر رأى جوردن براون رئيس الوزراء البريطاني  في معالجة الجوع تحدي اخلاقي , وفي الوقت ذاته تهديدا للاستقرار السياسي والاقتصادي ..و انجيلا ميركل التي  لم تسلم من سهام الاتهامات ,, فهي بحكم شغلها منصبا تنفيذيا في مؤسسة تنتج الوقود الحيوي , تصدت للاتهامات مدافعة عن انتاج الوقود و منتقدة  العادات الغذائية السيئة والسياسات الزراعية الخاطئة في البلدان النامية ..ولم يتوصل المؤتمرون الا الى بعض النقاط .. كالتقدم في المجال الزراعي لتعم فوائده على الجميع و استخدام منتجي المواد الغذائية للسماد الطبيعي والعضوي وتقصير المسافة الفاصلة بين المنتج والمستهلك ..  نتيجة المؤتمر ..بيان روما ضعيف ضاع بين هرولة الصحافة نحوة قضايا سياسية .. وتصدر حضور نجاد وموغابي الصفحات الاولى من الصحف ..وفشلت وفود 183 دولة في القضاء على الجوع وتامين الغذاء للجميع ..وانهمك الحضور من وفود ودبلوماسيين في محاولة احتواء جدل مشتعل حول الوقود البديل ..

 واخيرا .. انتهى مؤتمر روما دون نتيجة تذكر , واتمنى ان يتم اعادة تعريف  معنى الدول المانحة , اذ ان الدول الخليجية وعلى الرغم من زيادة الفائض النفطي بها الا انها لايمكن ان ينظر لها في القضايا البيئية كدول مانحة, وذلك لانها مصنفة ضمن المناطق الفقيرة بيئيا وانعدام الموارد المائية بها يجعلها في دائرة الخطر البيئي ..

http://www.aljarida.com/AlJarida/Article.aspx?id=64407

نشر في جريدة الجريدة الثلاثاء 10 يونيو 2008

0 التعليقات