تفاصيل المقال
الديمقراطية .. موضوع الساعه
تعليقك قيد المراجعه
الديمقراطية .. موضوع الساعه
د ندى المطوع
تناولنا في مقالات سابقة اخي القارئء مسيرة الديمقراطية وحرية ابداء الرأي في بعض الدول العربية , واليوم نستكمل الموضوع ولكن من زاوية جديدة .. او بالاحرى ظاهرة جديدة في استخدام الادوات التشريعية الا وهي استمالة المستقلين لتشكيل اغلبية جديدة .. فدعونا نتابع هذا النموذج الجديد من خلال احداث التشكيل التشريعي الجديد في دول المغرب العربي ..
ففور انطلاق الربيع العربي فيها مشتعلا بوقود البطالة وانعدام العدالة الاقتصادية , رسمت بعض تلك الدول خريطه جديدة لمؤسساتها التشريعية وتمسكت بمعادلة مثيرة للجدل والتي تسير في نهج لا غالب بها ولا مغلوب ( والتسمية من صحيفة الشرق الاوسط ) .. فلا يستطيع اي حزب سياسي ان يهيمن على البرلمان ويصبح " الاكثرية " .. في المجالس الجديده .. واليوم تشتعل الاستقطابات بين مختلف التيارات والاحزاب في بعض الدول لجذب المرشحين المستقلين لاستبدال اغلبية شعبية باغلبية اخرى .. وهو نموذج من النماذج المطروحة لاستخدام الادوات التشريعية في ليبيا حاليا .
وفي السياق ذاته تقوم دول اخرى بتطبيق قوانين الاحزاب .. وتبادر القوى التشريعية ايضا باستمالة المستقلين لتشكيل اغلبية جديدة توازن الاغلبية السابقة ...وهو ما يجري في تونس حاليا ..
اما المملكة المغربية ..فتشهد نموذج مشابها ولكن مشبعا بالاحزاب السياسية والنقابات العمالية معا , استمرار الخلافات بين الاحزاب من جهه واصلاح النظام النقابي من جهه اخرى .. عبر كسر الاحتكار .. وتغيير الوجوه المألوفة ..
نستخلص من ذلك ان التوازن السياسي ومواجهة الاغلبية باغلبية اخرى وكسر الاحتكار السياسي اصبح سمة من سمات العمل التشريعي العربي ..فهل النتيجة انتاجية ام محصلة صفرية ؟
ودعونا نطرح اسئلة .. اخرى ...هل النموذج الصحيح هو العودة الى "أحزاب النخبة" ..و البرنامج التنموي ام أحزاب الفكر والايديولوجيا سواء كانت دينية اسلامية ام توجه شعبي ؟
وماذا هو مصير المستقلين ؟ هل استمرار وجودهم خارج اطار التكتلات السياسية سيشكل عائق امام فرصهم في الوصول لمناصب عليا ؟
وما هي ملامح القوى الشرعية في العمل السياسي اليوم ؟
لا شك ان المفاهيم ينتابها الغموض , وترددنا في استخدام الادوات التشريعية او الدستورية لن يؤدي الا الى تأخير فرص الاصلاح و التحول الديمقراطي , ولا يخفى على احد اننا نخشى ان يؤدي ازدياد قوى الشد والجذب باستخدام الادوات التشريعية الى محصلة صفرية لا غالب بها ولا مغلوب .. وكما ذكرنا سابقا ان الديمقراطية الكاملة اليوم تعتبر مسألة نسبية .. والفريق ا"لفاعل سياسيا "سواء من النواب او الناشطين او العناصر المؤثرة هو الذي يسعى بنجاح لادارة اوجه الاختلاف بشكل سلمي في ظل المشاركة الفعالة لجميع المواطنين بلا استثناء في ابداء الاراء .. وعدم احتكارها .. !!
كلمة اخيرة .. استمتعنا بحضور افتتاح الاولمبياد والدعوة جاءت من مجموعه من شركات القطاع الخاص , حيث حضرنا بعض المباريات .. و ان كنت لم التق بالفريق الكويتي , ولكن اوجه الشكر للسفير خالد الدويسان لتزويدي بعلم الكويت ..رفعته من بين الجماهير لاحيي الكويت وجميع الفرق الرياضية المشاركة و الوجوه المبتسمه ..
نشر بجريدة الجريدة يوليو 2012