تفاصيل المقال
اتفاق الدوحة و "حكومة .. مواجهة الامر الواقع"
تعليقك قيد المراجعه
اتفاق الدوحة و "حكومة .. مواجهة الامر الواقع"
د. ندى المطوع
اسمح لي اخي القارئ ان ابدأ مقالي هذا بكلمات ..اولها كلمة اعتذار.. اقولها لكل من وجه لي دعوه خلال الايام الماضيه , لحضور مناسبات "انتخابية" .. فقد منعتني عملية جراحية بسيطة سببها " وجع ضرس" عن الكلام..ادركت وقتها اهمية "الصوت" في عالم السياسة ..وكلمة مبروك اقولها لمن حالفهم " اقتراع واختيار الناخبين ".. واقول لمن وصل المرتبة الحادية عشر والثاني عشر .. استعدوا للانتخابات القادمة ..و مبروك ايضا , للسلطة التنفيذية بجميع اعضائها ,وعلى الاخص الوزيرتين الدكتورة موضي الحمود والاستاذة نورية الصبيح, وكلمه اهمسها في اذن الوزراء الجدد , ما زال مسلسل هروب الكفاءات من الوظائف العامة مستمرا ,.. حتى اصبحت بعض المؤسسات تقايض موظف يمتلك سنوات من الخبرة , "بدرزن" من الخريجين الجدد ,فتفتح بذلك الوزارة الباب على مصراعيه لخروج الخبرات والكفاءات ..
"قاعة سلوى" .. من أكثر القاعات فخامة في شيراتون الدوحة, بها خمس وعشرون مقعدا وطاولة مستديرة , و مشاورات شاقة , ووساطة اعضاء اللجنة العربية ,حتى انطلق اتفاق الدوحة, واضعا حدا لايام عصيبة حبسنا من خلالها الانفاس ,خوفا على ذلك البلد الحبيب ,ابتدأت الازمة الاخيرة بسقوط اطراف لبنانية في وهم القوة ..معتقدة انها تستطيع اسقاط دولة.. بعدها عقدت الجامعة اجتماعا طارئا لوزراء الخارجية العرب ,وبعد ساعات من المشاورات تم تشكيل اللجنة العربية لحل الازمة اللبنانية , برئاسة امين عام جامعة الدول العربية الذي حضر وسيطا في عام 2006, والشيخ حمد بن جاسم رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية وعضو لجنة إعداد الدستور القطري الدائم ,رأس جلسات الحوار التي استمرت ستة ايام حتى تم الاتفاق بين الفرقاء وانهى الازمة الدستورية بعد فترة طويلة من الفراغ الدستوري ..تحت شعار لا غلب ولا مغلوب .الوزير بن جاسم طرف محايد واعطى ثقة بالدور السوري .. اجواء اتفاق الدوحة اعادت الى ذاكرتي الاجتماع السداسي في الرياض اكتوبر عام 76 والذي كان للكويت دورا تنسيقيا فاعلا لعقده ,الاجتماع تم بدعوة من الملك خالد رحمه الله وضم قادة الكويت وسوريا ولبنان ومصر و منظمة التحرير الفلسطينية و المملكة العربية السعودية بعدها انعقد مؤتمر القمة الثامن بالقاهرة و تم تشكيل اللجنة الرباعية لمتابعة تنفيذ القرارات ممثلة بالكويت و مصر وسوريا والسعودية ..بحث الاجتماع الحرب الاهلية وسبل حلها .. ومن قراراته وقف اطلاق النار والاقتتال نهائيا في كل الاراضي اللبنانية .والتزام جميع الاطراف بذلك ..وتوجيه الحملات الإعلامية لما يكرس وقف القتال وتحقيق السلام وتنمية روح الإخاء بين الاطراف ..لم تكن الفضائيات قد انتشرت وقتها ... ازمة لبنان هذا العام انهكت جميع الاطراف وشعار لا غالب ولا مغلوب تذكره اللبنانيون جيدا عندما اصدم مشروع حلف بغداد بمشروع عبد الناصر وانتهى الامر باختيار رئيسا محايدا من المؤسسة العسكرية ..ازمة لبنان ادخلت الجميع في معادلة حماية كيان الدولة ,, والخوف من الحرب التي جذورها اقليمية واسبابها محلية .. هنيئا لهذا البلد استقراره ومرونته وشعارا اضحكني شاهدته في لبنان يقول نريدها.. حكومة مواجهة الامر الواقع ..
نشر بجريدة الجريدة مايو 2008