تفاصيل المقال

من صحيفة الاهرام.. سلوى حبيب تكتب عن الربيع الدافئ

ندى المطوع
11/05/2008 12:00 AM

ربيع دافيء
منذ ثلاثين عاما وقعت الصين واليابان معاهدة صداقة وسلام‏,‏ مرت بمراحل تراوحت بين العداء والجمود والتوترات والهدوء‏..‏ وتعلمت الدولتان من خبرة السنين أن مراحل العداء والتوترات كانت تعود بالضرر عليهما وعلي دول المنطقة‏,‏ وأن مراحل التفاهم كانت تعود بالخير عليهما وعلي غيرهما‏..‏ أي أن علاقتهما ليست مسألة خاصة بهما وحدهما‏,‏ وأنهما يتحملان مسئولية كبري في تحقيق السلام والاستقرار إقليميا ودوليا‏.‏

وفي الذكري الثلاثين للمعاهدة حل ربيع دافيء علي الدولتين بزيارة تاريخية قام بها الرئيس الصيني هو جينتاو إلي طوكيو‏..‏ هي زيارة ـ كما وصفها ـ تصل بالعلاقات إلي آفاق جديدة نحو مزيد من الثقة والصداقة‏,‏ ومزيد من الفرص والتنمية والتعاون في السياسة‏,‏ والأمن‏,‏ والتجارة‏,‏ والثقافة‏,‏ والبيئة والدفاع‏..‏ وذلك تمهيدا لعلاقات إستراتيجية بين الدولتين‏,‏ يرعاها الزعيمان بقمة سنوية‏..‏ وهناك حلول في القريب المنظور لقضايا مزمنة موضع خلاف‏,‏ مثل حقول الغاز في بحر الصين الشمالي‏..‏ فلم تعد هناك رغبة في تصعيد أو تعقيد الخلافات‏..‏ ولا رغبة في إفساد علاقات تجارية مزدهرة بلغت‏237‏ مليار دولار العام الماضي‏,‏ أي أكبر من حجم التجارة اليابانية مع أمريكا‏..‏ ويبدو أن نمو التبادل التجاري إلي هذا المستوي كان له الفضل في تدفئة العلاقات بينهما‏.‏

هو فكر جديد‏,‏ كما يعتبرونه‏,‏ وثورة دبلوماسية في العلاقات‏,‏ تتجاوز الخلافات والحساسيات التاريخية‏,‏ وتتجنب الخلافات المستعصية‏,‏ مثل النزاع الحدودي‏,‏ من أجل تحقيق مصالح عليا‏..‏ولا مجال هنا للخوف من تنامي القوة العسكرية للصين‏,‏ أو من النزعة العسكرية الجديدة لليابان‏,‏ أو من مناورات عسكرية هنا وهناك‏,‏ كما كان يحدث من قبل‏,‏ طالما كان هدف كل منهما السلام والإستقرار‏.‏

ويبقي أن تتغير المشاعر السلبية العميقة المتبادلة بين شعبي الدولتين‏..‏ وأن تتحول العلاقات القائمة علي إنعدام الثقة والشكوك التقليدية إلي تعاون في مواجهة قضايا مهمة مثل قضية ارتفاع درجة حرارة الأرض‏,‏ وارتفاع الأسعار‏,‏ والأمن الغذائي‏,‏ والإرهاب والأمراض‏..‏ هي قضايا تحتاج إلي نشر الوعي بها بين الجماهير باعتبارها أهم من إجترار الذكريات المريرة للحرب العالمية الثانية‏,‏ وأهم من الأيديولوجيات ومحاولة فرضها علي الآخر‏,‏ كما تفعل أمريكا بالنسبة للديمقراطية وحقوق الإنسان‏,‏ فهل تصبح العلاقة اليابانية الصينيشة نموذجا تتعلم منه الدول الغارقة في الحروب والصراعات؟ وهل يتحملها الحاقدون والقلقون علي نفوذهم بالمنطقة؟ نشر بالاهرام الاحد 11 مايو 2008

0 التعليقات