تفاصيل المقال

إقرأ ..فهمي هويدي والرحيل الى الكويت !!

ندى المطوع
11/05/2008 12:00 AM

 
 
 
محمد حامد – إيلاف: فهمي هويدي... حسب تصنيف دوائر غربية هو كاتب ومفكر (معتدل) يشارك بشكل أو بآخر في تقارب الحضارات وسد فجوات الاختلافات، وبحسب دوائر عربية رسمية هو كاتب ومفكر (إسلامي سياسي) يروج لمشروع وصول التيار الاسلامي للسلطة ولو بشكل غير مباشر، وبحسب قاعدة عريضة من القراء في العالم العربي هو مفكر يستحق أن ننتظر مقالاته، ولكن "فهمي هويدي" يرى نفسه مجرد شخص يعبر عما يعتقد أنه الصواب دون أن يفكر في تصنيف ما يقوم به، يؤمن بشكل كبير أن العلاقة مع الغرب لا تحكمها نظرية المؤامرة بقدر ما يحكمها تاريخ من العداء غير المبرر والجهل بحقيقة الاسلام، وعلى الرغم من ذلك لا يجد الحل في أن نهرول إلى هذا الغرب لنقول له ... "نحن لسنا بهذا السوء"، حيث الرسالة يجب أن تكون من خلال نموذج عملي منفتح على الآخر ومشارك بجدية في صنع الحضارة الانسانية...

وخلال حواره مع ايلاف تطرق المفكر المصري الكبير إلى كثير من القضايا، مثل بداياته في الأهرام وغضب السادات عليه بسبب مقال، ثم رحيله للكويت للعمل في مجلة العربي الكويتية وانفتاحه على العالم الإسلامي، وكان للقضية اللبنانية المشتعلة حاليًا نصيب في الحوار معه، وهي القضية التي لخصها في كلمة واحدة وهي "سلاح حزب الله" وإصرار الولايات المتحدة واسرائيل على نزعه بمشاركة عربية تحت غطاء (طائفي) على الرغم من أن فكرة الطائفية يجب أن تكون غير مطروحة في الصراع الحالي، كما تطرق الحوار للمعضلة المصرية الحالية والمتمثلة في مرحلة "ما بعد مبارك" وغيرها من القضايا...

مرحلة الأهرام وغضب السادات والرحيل للكويت
تخرجت في كلية الحقوق في بداية الستينات، وكان العمل في الأهرام قد بدأ قبل ذلك ولم يكن عملاً صحافيًا بالمعنى المعروف، بل كان بحثيًا وذلك من خلال التواجد في قسم الأبحاث بالأهرام، واستمرت المسيرة حتى أصبحت مسؤولاً عن أهرام الجمعة، وطوال هذه السنوات لم أفكر في وجود حكومة وسلطة وصراعات سياسية وغيرها من الأشياء التي لم تأخذ مساحة من تفكيري على الرغم من أنني تعرضت لتجربة قاسية في السجن قبل أن يتجاوز عمري 16 عامًا، وخلال العمل بالأهرام كان التحول المهم في حياتي في منعطفين...

 أولهما.. عندما قرر أحمد بهاء الدين أن يصدر صفحة للفكر الديني في جريدة الأهرام عام 1972.
ولم تكن هذه الصفحة للفكر الإسلامي وحده، بل كانت صفحة فكر ديني.. للإسلام والمسيحية، وكانت المرة الأولى في حياتي التي أكتب فيها في قضايا الفكر الإسلامي، ثم كان ثاني أهم منعطفين في حياتي عام 1976م، عندما أوقفني الرئيس السادات عن العمل: كتبت مقالة أنتقد فيها وزير الأوقاف، وكان وقتها الشيخ أحمد حسن الباقوري، قد قال "إن الإسلام ليس فيه انتخاب، وإن علينا أن نبايع السادات مدى الحياة". وقد قمت بالرد عليه من وجهة نظر الإسلام، وكان عنوان مقالي «الرد على الباقوري» وقلت فيه ما معناه.. بايعوا السادات أو انتخبوه ولكن لا تنسبوا للإسلام ما ليس فيه. وتم منعي من الكتابة، في هذه الأثناء كان أحمد بهاء الدين مديرًا لتحرير مجلة "العربي" في الكويت، وطلبني للعمل معه. وعلى الرغم من أن إبعادي عن الأهرام وصفحة الفكر الديني وقتها كان إخفاقًا بدرجة ما، فإن الفترة التي قضيتها في الكويت يعود لها الفضل في منحي فرصة القراءة أكثر وإنتاج كتب أكثر. كان التجول في العالم الإسلامي محطة مهمة تزامنت مع عملي في مجلة «العربي» وكانت هذه هي المرة الأولى التي أنتقل فيها إلى الساحة الفكرية، وكانت بداية مشروعي الفكري الذي نبت بداخلي واستمر بعد ذلك.

الإنفتاح السياسي وحرية الصحافة في الكويت... لماذا؟
ربما يعود السبب في ذلك لوجود عائلات كبيرة في الكويت لم تقبل على مدار التاريخ الحديث للكويت أن تترك عائلة "الصباح" الحاكمة تدير أمور البلاد بشكل فردي وسلطوي دون مشاركة حقيقية، والعائلة الحاكمة أدركت ذلك منذ وقت مبكر، فكانت تلك هي أولى بذور أجواء المشاركة السياسية السائدة في الكويت، كما أن هامش الحرية الذي تتمتع به الصحافة لا يمكن فصله عن هذا المفهوم، والصحافة الكويتية على المستوى المهني تأثرت كثيرًا بمدارس عربية عريقة في مجال الصحافة على رأسها المدرسة المصرية، وكانت تجربة مجلة "العربي" من التجارب الرائدة في الكويت والمنطقة العربية بشكل عام.

بداية علاقتي مع الشيعة...
كانت البداية من خلال تواجدي في حي شيعي في الكويت وهو حي "بنيد القار" ولأننا في مصر ليس لدينا مذاهب "سنية وشيعية" فوجئت بهذا العالم، وبدأت في قراءة كتب دينية شيعية، وكتب الخميني وغيرها من الأشياء المتعلقة بالفكر الشيعي الديني والسياسي، وفي عام 1979 كنت على متن الطائرة التي استأجرها شيعة الكويت الذين ذهبوا لتهنئة قادة الثورة الإسلامية في إيران، والتقيت مع "الخميني" وقد دفعني كل ذلك للاقتراب من الثورة الاسلامية في ايران التي أراها ثورة مؤثرة في محيطها، وعلى الرغم من بعض التجاوزات التي تصاحب كل الثورات إلا أن الاشتباك مع الأميركيين كان السبب في معاداة الغرب لإيران وبداية التعبئة الشاملة ضدهم منذ ذلك الوقت، وجاء مصطلح "تصدير الثورة" ليعبر عن حالة التهويل من الخطر الإيراني وهو الوتر الذي لا يزال الغرب يلعب عليه حتى الآن.

وبالنسبة إلى ما يسمى بالعداء السني الشيعي أرى أنه اختلاف يجب ألا يصل لحد العداء، ولكن وجود عناصر متطرفة على الجانبين يساهم في تعكير الأجواء، ومثل هذه العناصر يتم استخدمها بشكل أو بآخر في إشعال الموقف، والفكر الوهابي وأدبيات هذا الفكر المعادي للشيعة هي أحد أسباب التوترات التي تحدث بين الطائفتين والدور الأميركي في هذا الملف لا يمكن لأحد أن ينكره، ولكن ما يحدث يجب ألا يتم تصنيفه كنوع من العداء الطائفي حيث أن المصالح السياسية هي الأساس.

العلاقة مع الغرب... التواصل ليس مستحيلاً
يجب أن ندرك أن العلاقة مع الغرب لها محاور عدة، فمن نحن حينما نتعامل الغرب؟ حكومات أم كيانات تنظيمية أم شعوب وأشخاص؟ وبشكل عام فإن قضايا المرأة والأقليات والديمقراطية وحقوق الإنسان... هي منافذ الغرب لانتقادنا والأمر ليس بهذه الدرجة من التعقيد، حيث أن الغرب في حاجة إلى توضيح كيفية تعاملنا مع هذه الملفات، وهناك طائفة لا بأس بها في الغرب تقتنع بما نقوم بتوضيحه لأن الإسلام لا يتعارض مع منح المرأة والأقليات حقوقهم.

كما أن حقوق الإنسان هي أحد أهم القيم التي تعامل معها الإسلام بشكل متحضر، و الأمر في نهاية المطاف مرتبط بوجد نوع من سوء الفهم لديهم، وصحيح أن ملف الديموقراطية على وجه التحديد في حاجة إلى الكثير من العمل في منطقتنا، ولكي لا نقع في معضلة الإنغماس في الديموقراطية على الطريقة الغربية، يجب على انظمتنا أن تهتم بتفعيل "المشاركة والمساءلة والتداول" وهو ثالوث أساسي لتحقيق الديمقراطية بعيدًا عن فوضى المسميات .

وما يحدث في الآونة الأخيرة من وجود تصادم فكري يتبلور بشكل واضح في قضايا كثيرة مثل قضية "الرسوم المسيئة" يعد من القضايا الشائكة، فلا أحد في الجانب الإسلامي يستطيع أن يضبط أو يتوقع ردود فعل هادئة من أكثر من مليار مسلم حول العالم، فمن حقنا أن نعبر عن غضبنا ولكن يجب أن يكون ذلك بطريقة هادئة وعاقلة، والمقاطعة حل لا بأس به في مثل هذه المواقف، والمواثيق الدولية تمنع الحض على الكراهية فلماذا لا يتم تفعيلها في مثل هذه المواقف إذا كنا بصدد الحديث عن "العالم المتحضر الخاضع لمعايير عادلة في التعامل" .

وشخصيًا أرى أن الهرولة للغرب ومحاولة إصلاح الصورة بشكل حواري فقط من الأشياء غير المؤثرة إذا لم يكن هناك نموذج إسلامي "محترم ومتحضر ومنفتح على الآخر ومشارك في صنع الحضارة الإنسانية" فمثل هذا التموذج هو الذي سوف يدعو الآخر لاحترامنا، فليس من المنطقي أن تتغير نظرة الغرب لنا لمجرد أن نقول لهم "نحن لسنا بهذا السوء" .

القضية اللبنانية ... "نزع سلاح حزب الله هو الأساس"
كل ما يحدث على الساحة اللبنانية منذ انتهاء حرب 2006 بين حزب الله واسرائيل يمكن تلخيصه تحت عنوان واحد وهو "نزع سلاح حزب الله" وتعمل الولايات المتحدة واسرائيل وبمشاركة أطراف عربية على تحقيق هذا الهدف، من أجل اضعاف سوريا وضرب ايران كما يخطط الأميركان، حيث أن حزب الله بقوته الحالية يمثل عقبة كبيرة في طريق انجاز هذه الأهداف، ويكفي أن صورايخ الحزب تصل إلى عمق "تل أبيب" .

ميليشيا سعد الحريري تدربت في مصر والأردن ...
من الأشياء التي حدثت خلال الفترة الأخيرة ولكنها لم تنتشر على نطاق واسع ولا يعلم تفاصيلها كثير من الناس، أن هناك ميليشيات تابعة لسعد الحريري تلقت تدريبات في مصر والأردن من أجل مواجهة حزب الله، وقد ظهرت هذه الميليشيات في اليوم الأول لتفجر الأوضاع في لبنان (يوم الأربعاء الماضي) والأمر يدعو للقلق بكل تأكيد وما يحدث هو حرب أهلية حقيقية ولكنها سياسية أكثر منها طائفية ، ولن تتوقف هذه النار إلا إذا تفاهمت القوى الكبرى وعلى رأسها ايران والولايات المتحدة، ومن وجهة نظري أرى أن حزب الله وسوريا وحماس هم آخر معاقل الممانعة وإذا تم القضاء عليهم سوف يتحقق الإنبطاح الكامل للأمة كما ترغب الولايات المتحدة واسرائيل .

الملف المصري ... مبارك لن يتنازل عن السلطة
الرئيس المصري "حسني مبارك" لن يتنازل عن السلطة حتى لمبارك الإبن، وهو لديه اصرار مطلق على الاستمرار في السلطة، وسيناريو التوريث يتم الاعداد له على قدم وساق، ولكنه على أي حال لن يتنازل في حياته عن السلطة، والشارع المصري تجتاحه حالة من الغضب بكل تأكيد، ولكن لا يستطيع أحد أن يقول أن هذه الحالة قادرة على إحداث نوع من التغيير، صحيح أن الإضراب الأخير والذي لم تشارك فيه قوى تنظيمية معينة، بدأ من خلال ألف شخص في اليوم الأول ثم 3 آلاف بعد ذلك وانتهي بـ 70 ألف، إلا أن ذلك لا يمثل أكثر من حالة "غضب" سببها اقتصادي بالدرجة الأولى، فالمواطن المصري البسيط لا يتعاطى مع الشأن السياسي بقدر اهتمامه بتفاصيل حياته اليومية وحالته المعيشية والتي تدهورت بشكل لم يسبق له مثيل في الآونة الأخيرة، وأصبح الفارق بين طبقة الأغنياء والطبقة الفقيرة وهي التي تشكل الغالبية، أصبح مستفزًا بشكل لا يمكن تجاهله ، وعلى أي حال فان توريث السلطة لن يتم في حياة الرئيس، ولكن هل سينجح السيناريو بعد ذلك ؟ هذا سؤال تصعب الإجابة عليه، ويصعب توقع ردود الأفعال، ولكن مبارك الابن لا يصلح لحكم مصر على أي حال .

القضية الفلسطينية ... العمل بالدعارة ليس هو الحل
الحل بسيط للغاية، وهو أن يقول الجانب الفلسطيني ... "نحن لا نريد" وبمعنى آخر إذا لم تستطع أن تعيش شريفًا فلا تعمل بالدعارة، فمنذ بدء التفاوض والتسويات مع الجانب الاسرائيلي لم يحصل الجانب الفلسطيني على أي مكتسبات، والأمور أصبحت أكثر تعقيدًا خاصة أن الدور المصري في القضية بدأ بشكل داعم ثم انحدر إلى مستوى الوساطة بين اسرائيل والجانب الفلسطيني وانتهى بكل أسف إلى عامل ضغط مثلما تريد اسرائيل، ويكفي أن نستحضر أحداث حصار غزة، حيث أن كان يجب التعامل مع هذه المشكلة بشكل أفضل من ذلك لأكثر من سبب أهمها الجانب القانوني، حيث أن الحصار ووفقًا للمحكمة الجنائية الدولية هو جريمة حرب، كما أن اتفاق المعابر كان لمدة عام واحد وانتهى ولم تكن مصر طرفا فيه، لماذا التعنت في ظل وجود كل هذه المعطيات ؟ !

أسماء في الحدث ...
- حسني مبارك
... لا تعليق !
- مبارك الابن ... يصلح لأي شيء إلا أن يكون وريثًا .
- حسن نصر الله ... زعيم تاريخي أدى دور شوهته الحسابات السياسية .
- مقتدي الصدر ... تذبذب وعدم خبرة وأمامه الكثير لكي يكون على قدر الدور الذي يلعبه .
- أحمدي نجاد ... يعبر عن الشارع الإيراني ولكن أفقه السياسي (الخارجي) محدود .
- بوش ... مجرم حرب .
- ساركوزي ... يؤدي دور توني بلير في التبعية للولايات المتحدة ... مغرور ... يكره العرب .

0 التعليقات