تفاصيل المقال

اسطنبول ... قراءة في تنائج الانتخابات ..2007

ندى المطوع
27/04/2008 12:00 AM

 

 

"أردوغان يتحدث بلغة الاقتصاد, و  الأتراك لا يصوتون للحزب ذاته مرتين متتاليتين",.... جملة سمعتها بنفسي قبل عامين أثناء حضوري مؤتمر اسطنبول والذي أقيم تحت مظلة الاتحاد الأوروبي واستهدف إلقاء نظرة "غربية" على المعايير "الشرقية" للإصلاح في منطقة الشرق الأوسط .

ولكن الأتراك وللمرة الأولى بتاريخ الأحزاب في اسطنبول , صوتوا لحزب

" أردوغان" مرتين متتاليتين ,وفاز الجناح الإسلامي المعتدل في تركيا والمسمى بحزب العدالة والتنمية , في الانتخابات البرلمانية التركية قبل عدة أيام للمرة الثانية وبنسبة اكبر من سابقتها قبل خمسة أعوام ,  جاذبا 47% من أصوات الناخبين الأتراك حتى حصل على ما يقارب 340 مقعدا من أصل 550 في البرلمان ,أمام منافسيه من الأحزاب الأخرى , كحزب الحركة القومية اليميني ,والذي ينظر إلى الأقليات العرقية والدينية بنظرة الشك والحذر  و يقاوم جهود الانضمام للاتحاد الأوروبي  , وحصل  على ما يقارب السبعين مقعد ,بعد أن حقق ألنسبة المطلوبة من الأصوات  التي تسمح له بالعودة للحياة السياسية حيث تشترط القوانين الانتخابية بتركيا أن تكون النسبة فوق العشرة بالمائة, و الحزب الجمهوري العلماني والذي حصل على أكثر من مئة  مقعدا , والمفاجأة هي وصول الأكراد للبرلمان كمستقلين لأول مرة منذ عشر سنوات وحصولهم على 27 مقعد ,ويراهن الكثيرون على سعيهم  لطلب منح المزيد من الحقوق للأقلية الكردية .

و في هذا السياق أذكر تقرير قرأته للباحث "لارابي" ,نشرته مجلة العلاقات الخارجية "فورين افيرز" في عددها الأخير , تناول  السياسة الخارجية التركية وارتدائها الثوب الاقتصادي والأمني بعد فوز حزب العدالة  , وجذبها للمحاور والأحلاف الإقليمية في المنطقة , باستضافتها خادم الحرمين الشريفين في زيارة تاريخية في العام الماضي ,والرئيس السوري أيضا ,و  استضافتها للرئيس المصري ايضا  , و  يفسر "لارابي" اتجاه تركيا للشرق الأوسط على انه نابع من رغبتها في أن تكون" اللاعب الدبلوماسي"   في المرحلة القادمة, ويطرح الباحث أيضا مخاوفه من "أسلمة" السياسة الخارجية التركية . أما  لغة الاقتصاد التي يجيدها رئيس الوزراء التركي  , فسبق ان  تحدث بها  أثناء  زيارته للكويت عام 2005, طارقا باب الاقتصاد الكويتي  وداعيا المستثمرين الكويتيين   لدخول الأسواق التركية, والذين بدورهم لبوا الدعوة بزيارتهم لتركيا بصحبة رئيس الوزراء هذا العام ..لا شك أن التحديات القادمة  التي ستواجهها تركيا  ليست بقليلة , و أبرزها محليا هو اختيار رئيس ليحل محل "سيزار" الذي انقضت فترة ولايته  , وهنا نتساءل هل  سيتأثر  أردوغان بدخول  المزيد من الليبراليين  للبرلمان و " بالانقلاب الالكتروني " المتمثل في بيان  الجيش التركي الاحتجاجي على ترشيح "غول" المتهم بمغازلة الإسلام السياسي ,  لتولي الرئاسة فينتهج نهجا وسطا ؟ .. .والتحدي الآخر هو سعي تركيا للانضمام للإتحاد الأوروبي, على الرغم من معارضة بعض الدول وإصرارها على عدم دخول تركيا الاتحاد الأوروبي  من بوابة "العضوية الكاملة"  إنما دخولها سيكون حتما من نافذة

" الشراكة المتميزة". د.ندى المطوع نشر في جريدةالجريدة2007

 

 

0 التعليقات