تفاصيل المقال
كيف يرى الآخرون الكويت....د.ندى
تعليقك قيد المراجعه
نشر في صحيفة الوطن الكويتية
كيف يرى الآخرون الكويت
العالم الغربي ,, يهتم بالأمور " الماكرو" وليس "المايكرو" أي النظرة الشمولية للمنطقة ككل .وليس لجزء دون اخر , اما العالم العربي فالشعوب العربية تتابع بشغف السقف المتميز للحريات الصحفية وحرية ابداء الاراء والاثارة البرلمانية الكوبتية, ولكن برزت مؤخرا بوادر تذمر , من الصحافة العربية قد يتفق معها البعض وقد يراها البعض الاخر تدخلا بالشأن الداخلي ..
عولمة الإعلام جعلت الشؤون المحلية كالشؤون الدولية , فالمشاجرة في البرلمان الكوري تصبح خبرا في الصحف الخليجية ..
والراي العام العالمي يتعدى الحدود القومية للدول , فالنظرة لدول الخليج بامكانها ان تتحسن باتخاذ قرار تمكين النساء من العمل السياسي على سبيل المثال , و تتراجع نتيجة انتهاك حريات جالية معينة او ديانة ,, فلا توجد ثوابت .. في نظرة العالم للاقاليم الشرق اوسطية انما على الدول ان تبادر بالاصلاح ليس لتجميل التقارير انما لايمانها وقناعتها باهمية الاصلاح ..اضافة الى ذلك ثورة تكنولوجيا الاتصالات زادت من تقارب الدول وربطت الرأي العام برابط مشترك –
اضافة الى ذلك ان منظمات حقوق الانسان تراقب الانتهاكات باي مكان بالعالم وتعد تقارير يفترض انها بلا تزييف إعلامي مضلل .
تجربة شخصية
كنت ضمن الوفود النسائية التي تم إرسالها لعواصم اتخاذ القرار , لندن وفرنسا والولايات المتحدة قبل ,عامين وبعد حصول المراة الكويتية على حقوقها السياسية ,, وذلك لإعطاء الصورة الحقيقية المشرفة للكويت , تزامنا مع التقارير التي نشرت عن حقوق الإنسان وذكرها لانتهاكات متعددة لحقوق الانسان بمنطقة الخليج ,وعندما اقول الصورة المشرفة لا اعني المجاملة ,انما اشعر بفخر وانا اتابع تاريخ نضال المراة الكويتية ومساهمتها بدور فعال في تنمية المجتمع الكويتي بشكل خاص و الخليجي بشكل عام . فالجهود الشعبية في عملية التنمية يجب ان لا نتجاهلها ,, واعني الحراك السياسي بكافة اشكاله و نشاط جمعيات النفع العام بكافة تخصصاتها , و تاريخ التعليم في الكويت , كل ذلك يحتاج لسواعد شعبية تتمتع بمهارة إعلامية لصياغة رسالة توجه عبر الاعلام .. لنحقق الدبلوماسية العامة الفعالة ..
و تضمنت الرحلة ايضا الحوار عبر المراكز الإعلامية مع المهتمين بالشأن الكويتي , وخصوصا بعد حصول المرآة على حق الترشيح والانتخاب .
انطباعي بعد تلك الرحلة ان هناك حاجة لتفعيل دور الإعلام الخارجي ..الكويت ليست بحاجة لابتداع فكرة تحسن بها صيتها وسمعتها بالخارج انما بحاجة لنقل الصورة الصادقة للإبداعات والطاقات الكويتية .علينا تطبيق الدبلوماسية العامة بالمفهوم الصحيح ..
اشعر بالحزن عندما أقرا عن مساهمات كويتية شابة بمؤتمر بالخارج , وعودتهم بخبر صغير بالصحافة .. الاعلام يجب ان لا يتجاهل الطاقات الشابة .
وتم التنسيق لنا كوفد شعبي بالالتقاء بمنظمات المجتمع المدني للحوار الحر و الاجابة عن كافة الاسئلة المطروحة..
المشاركة بالمؤتمرات الدولية , شخصيا شاركت بمؤتمرات كثيرة وبأوراق عمل عديدة , احرص دائما على التركيز على الايجابيات في التجربة الكويتية ,واتجنب ورش العمل التي تتحول الى ساحات للتذمروالشكوى , على سبيل المثال عند مشاركتي بمؤتمر تحت عنوان التعددية السياسية في دول العالم الثالث وبرعاية دول الاتحاد الاوروبي ودول شمال افريقيا وهو ما يسمى الشراكة الاورومتوسطية ,, حضرت الورشة الخاصة بحرية الإعلام , واستمعت الى مشاركات الحضور من الدول العربية التي تعرقل دساتيرها اسناد الاعلام للقطاع الخاص بحجة تعثر التمويل , .. فجاءت مساهمتي بمداخلة مطولة ابتدات بها بالحديث عن قائمة من الحريات حتى اعتقد البعض انها تمنيات , ثم اشرت الى انها الحريات التي كفلها الدستور الكويتي , ولم يقف حجر عثرة امام خصخصة الاعلام وبالتالي وجود قنوات كويتية خاصة و نجاح تلك القنوات باستقطاب الكفاءات الكويتية الشابة . ..ووجدت مداخلتي في الصحافة في اليوم التالي .. بصراحة لم ابتدع انجازا للكويت ولم اكرر تصريحات رسمية قيلت في السابق, وهو الخطا الذي يقع به الكثيرون , انما ساهمت بالمعلومة الصحيحة الدقيقة المناسبة في الوقت المناسب .
تحسين صورة الكويت بالخارج .. تتطلب تفعيل مشاركة ذوي الكفاءة والخبرة في المؤتمرات الخارجية ..هناك شغف لدى الغرب للتعرف على الشعب الكويتي والكفاءات من الرجال والنساء والشباب ,الكويتي .
اقترح ان تنشيء وزارة الاعلام موقعا الكترونيا , بلغات متعددة , يغذي صحافة الغرب بالمعلومات الرسمية والشعبية معا ,,العملية ليست مكلفة انما تحتاج لتخطيط إعلامي جيد ..
الدبلوماسية البرلمانية :
وبما اننا نتحدث عن المؤتمرات الدولية , اثار إعجابي مشاركة وفود برلمانية خليجية بمؤتمر دولي قبل فترة في إحدى الدول الأوروبية , وذلك لقيام بعض الوفود الخليجية بالاستعانة بالكفاءات الاستشارية من النساء , وذلك ساهم في تحسين صورة الدول الخليجية في الخارج لمجرد انها استفادت من الكفاءات النسائية الشعبية .. و كان لذلك اثرا اعلاميا ايجابيا .دوليا ... وبانتظار الوفود البرلمانية الكويتية ان تستعين بمستشارات من النساء.
نحن في امس الحاجة لتفعيل الدبلوماسية البرلمانية لتحسين صورة الممارسات البرلمانية الكويتية وعدم تحويل كل سؤال برلماني الى ازمة
.. مجلس الامة بحاجة الى جهاز فاعل للعلاقات العامة لرصد التاريخ البرلماني الكويتي ,و الحرص على إعطاء الصورة الحقيقية لاختلاف وجهات النظر تحت قبة البرلمان , قبل ان تقع تحت رحمة التحليلات الاعلامية ذات الابعاد الشخصية , والتي هي بعيدة كل البعد عن السياسة ..
الشد والجذب بين السلطتين :
تاريخ فرنسا للفترة 1945-1959.. يسميها بعض المحللين السياسيين بالسنوات الذهبية خلال الجمهورية الرابعة , على الرغم من تغيير الحكومه فيها كل ستة شهور , ..وتلتها الجمهورية الخامسة من 1959 وحتى الفترة الحالية والتي تتميز باستقرار اكثر ولكن أيضا بمحدودية قوة السلطة التشريعية ..وتتخذ كافة القرارات من السلطات العليا والتكنوقراط و اعضاء هيئة التخطيط .
العلاقة الحكومية البرلمانية في الكويت تتطلب وزيرا متفرغا للشؤون البرلمانية ,,
واعتب على مقولة " خيرا فعلت " لاي من الوزراء المستقيلين لانها كلمة تدل على الضعف وليس اطفاء فتيل ازمة, انما يجب ان تكون لدى وزير شؤون مجلس الامة مهارة في التقاط الأزمات قبل حدوثها , وتعديل مسار المساءلة السياسية , فيحصل النائب على حلول واجابات لاسئلته البرلمانية والوزير او الجهاز الوزاري على انذار بالمساءلة قبل حدوثها ...والسؤال البرلماني نوع من انواع المساءلة السياسية قبل ان تتحول لاستجواب ..
لا تنفرد الكويت بالبرلمان الصاخب .. انما برلمانات مصر والبحرين والاردن وغيرها من الدول تعيش فترات من الصخب والركود , و تستوعب مجالسها الأزمات وان كانت لوائحها الداخلية اكثر تقييدا للاسئلة .. الموجهه للوزراء.. والبعض الاخر لا يستلزم حضور الوزير جميع الجلسات لما في ذلك من اهدار للوقت ..
والطرف الثالث في العلاقة بين السلطة التشريعية والتنفيذية هو الاعلام ( الصحافة) فمن الملاحظ قفز الاسئلة البرلمانية من النائب الى الصحافة .. ولا يمكن معرفة الفرق بين السؤال الموجهه للوزير ان كان سؤالا او اتهامات ..
الجو ملبد "بالقنابل البرلمانية" هذا الفصل التشريعي , اعتقد ان لجان مجلس الامة تحولت من مطبخ للقرارات الى مطبخ للاستجوابات ..
المنطقة والغليان الذي تشهده :
الغليان الذي تشهده المنطقة ..
وهنا اتساءل ؟ متى شهدت المنطقة استقرارا ؟
والدليل على حديثي هذا اقرؤوا البيان الختامي للدورة الأولى للمجلس الأعلى لدول مجلس التعاون عام 1981. قمة ابو ظبي ,, البيان الختامي دار حول ارتباط استقرار الخليج بالاستقرار بالشرق الأوسط " ومنذ ذلك الحين لم يشهد الشرق الأوسط استقرارا .
و تناول البيان الختامي الخليجي لعام 81 ايضا إبعاد المنطقة عن الصراعات الدولية , و حل قضية فلسطين و الوضع الخطير المتمثل في في انتهاك وتصاعد العدوان الاسرائيلي و وناشدت دول الخليج جميع الاطراف بلبنان بضرورة نبذ الخلافات و تعزيز الجهود المبذولة لوقف الحرب انذاك بين ايران والعراق.
واليوم ونحن مقبلون على القمة الثامنة والعشرين ستتكرر اغلب المحاور – الامن في الخليج والوفاق في لبنان و القضية الفلسطينية .
|
اتمنى ان يستمر تمسكنا بالمساعي الحميدة كوسيلة لحل المنازعات
.. قادة الخليج يمثلون الادارة الرشيدة للازمات.
ونحتاج لبذل الجهود في تعزيز اجراءات بناء الثقة بين الاطراف .
لائحة الاتجار بالبشر :
اولا يجب ان نتفهم محاور واسس مصادر التقارير .. وكم دولة تناولتها تلك التقارير وما هي ردود الافعال ..
اعتقد ان فعالية استخدام تلك التقارير كوسائل ضغط اخذه في الضعف سنه بعد الاخرى ..
يجب ان نتفهم طبيعة النظام السياسي الدولي- التعرف على ابعاد الدور الذي تقوم به القوى الكبرى الولايات المتحدة وتحليل انماط السياسة الخارجية والادوات التي تستخدمها في علاقاتها المتبادلة وما يمكن ان تؤديه الامم المتحدة كمنظمة عالمية وغيرها من المنظمات من ادوار في هذا المجال .
فالقوة السياسية هي المقدرة على التاثير على فكر وسلوك الاخرين – الامر الاقناع المزيج . هناك متغيرات .
ايضا العتب على وسائل الاعلام العربية بالتعامل مع التقارير فهي اما تتجاهلها او تنتقدها بشدة ,, يجب قراءتها بموضوعية وحيادية ..وعلاج التجاوزات ان وجدت بشفافية .
الإستراتيجية العامة التي تصاغ في اطارها السياسة الخارجية للدولة تكون لصيقة باحتياجاتها الاقتصادية والاجتماعية لذا فان اهداف السياسة الخارجية ودوائر حركتها الدولية يجب ان تكون تعبيرا مباشرا عن تلك الاحتياجات .
مرجعية تقارير حقوق الانسان تكمن بالامم المتحدة
حقوق الانسان بميثاق الامم المتحدة اساس للسلام العالمي دون تميز بين اللون الجنس او الدين والمادة 62 من الميثاق تنص على ان المجلس الاقتصادي و الاجتماعي ان يقدم توصياته للامم المتحدة فيما يتعلق باحترام حقوق الانسان و عهدت للمجلس صلاحية انشاء لجان لذلك ..ولديها اجهزة رقابية للتحقق .
ولكن على الرغم من ان الوطن العربي سبق الدول كلها في الحقوق انما بقي متخلف في مسالة حق الانسان .
السياسة الخارجية .. من الملاحظ تكثيف الحضور الدبلوماسي الكويتي بالمنظمات الدولية والاقليمية , واعني مؤخرا بالامم المتحدة ,والجامعة العربية , وتطوير الدور الاقتصادي التكاملي كالمؤتمر الاقتصادي المزمع اقامته تحت مظلة جامعة الدول العربية وتفعيل الخارجية الكويتية للجانب البيئي ..وبدا ذلك واضحا في المشاركة الكويتية بورقة تناولت التغييرات المناخية بالامم المتحدة مؤخرا .
دور الخارجية الكويتية واضح في اجراءات بناء الثقة والمتمثلة بالاجراءات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والانسانية .. د.ندى