تعني كلمة Grill" جريل "  باللغة الانجليزية  "المشوي"  من اللحوم , بعد تعريضها لدرجة عالية من النار, وتقليبها حتى تبلغ درجة النضج المطلوبه ,  .. واما في القاموس السياسي الانجليزي فتعني " الاستجواب " ,اي تعريض " المسؤول"  ,لاسئلة برلمانية تطرح  على نار هادئة ,حتى يبلغ  الدرجة المطلوبة من احدى الامرين ,إما  الاصلاح الوزاري أو الاقتناع البرلماني  .. 

اما لغويا .. فمصدر كلمة الاستجواب هو كلمة "جوب" والتي يرجح البعض انها تعني " الخندق" كما ذكر في بعض الكتب القديمة ,او  كما جاء في احد القواميس العربية تعني "الحديث او الكلام " , واما دستوريا فتعني" اتهام" , يوجهه عضو البرلمان  للشخص المسؤل  ( و يختلف حسب دستور الدولة ولوائحها الداخلية ) , بخصوص معلومة هامة نمت الى علمه تثير الشبهات في موضوع معين, و توفر اللوائح الداخلية  للبرلمانات ,  تفاصيل خاصة  بتقديم الاستجوابات , كضرورة تقديمه مكتوبا ,ووضوح الموضوعات التي يتناولها , قبل  وصوله لجدول اعمال  الجلسة  , وتحديد موعد المناقشة من خلال مدة الثمانية ايام على سبيل المثال. ... تشتعل من خلالها بورصة التوقعات ,بالتئام الكتل البرلمانية احيانا, وانفراط عقدها احيانا اخرى ..ثم تبدأالمناقشة  بشرح مقدم الاستجواب لمحاوره , ,تتبعها اجابة الوزير, واتوقف هنا لابدي اعجابي بطرح  اول وزيرة كويتية تعتلي منصة الاستجواب ,السيدة الصبيح , لدقتها في الرد على محاور الاستجواب , وقراءتها للوثائق  والمحاور قراءة جيدة  , ودرايتها القانونية السليمة , ونجاح اسلوب " الاغراق المعلوماتي " في تفنيد محاور الاستجواب , حتى عجز مقدم الاستجواب عن السباحة في بحر ملفات التربية .واسمحولي ايضا ان اشيد بالدور التنسيقي بين الحكومة والبرلمان سواء كان على صعيد وزير شئون البرلمان ام اللجنة الرباعية ..

وبغض النظر عن  مصير الاستجواب المقدم , من نجاح او فشل حصول مقدمي طرح الثقة على الاغلبية اللازمة ... المطلوب  سعة الصدر الحكومية عند قيام المجلس بدوره الرقابي  ,سواء بتقديم السؤال او بتشكيل  لجنان تحقيق ,والمطلوب ايضاالتحقق من سلامة الوضع للحقيبة الوزارية قبل تسليمها ,لضمان علاقة متجانسة بين التشريعية والتنفيذية بابعادها الثلاثية, الاعلامية والشعبية والرقابية ..

واخيرا ...وفي زمن " الباربكيو السياسي " نتساءل ..من  بيده التحكم بدرجة ضبط حرارة الاسئلة ؟ الحكومة ام النواب ؟ام اطراف خارج "الفرن السياسي" ؟

كلمة اخيرة : مؤتمرات "حوار الحضارات"  ..تجمعات  ضخمة تضم قيادات سياسية و اعضاء في منظمة المجتمع المدني ورجال وسيدات اعمال ,, اعتقد انها فرصة ممتازة للقيادات الكويتية الناشطة  للمشاركة , واتمنى ان  تتحمل الدولة  جزء من اعباء تذاكر السفر المكلفة ...تشجيعا للطاقات الشابة و تفعيلا للدبلوماسية الثقافية .د.ندى المطوع

نشر بجريدة الجريدة 2008