تفاصيل المقال

خليجي 2008 ..قراءة في البيان الوزاري 1 من 2

ندى المطوع
10/09/2008 12:00 AM

 

 

خليجي 2008 .. قراءة في البيان الوزاري 1 من 2

 

 

د. ندى المطوع

لا يمكن تناول قضايا الخليج بعيدا عن البيئة الإقليمية والدولية وتطوراتها .. خصوصا بعد ان  اصبح  للدول ذات  الحضور الإقليمي مكانا على  أجندة  قادة دول مجلس التعاون .. وأبرزها  حسب البيان الخليجي الأخير هي "تركيا" ,وذلك باختيارها لتصبح جزءا من الحوار  الخليجي الاقليمي , واقول ذلك بعد متابعتي  للاجتماع  الوزاري الثامن بعد المائة  , لوزراء خارجية دول مجلس التعاون , والذي انعقد في مدينة جدة قبل عدة ايام ...وسأحاول  رصد  اهم  النقاط  التي تضمنها  البيان الختامي ..

 

 بدأ.اجتماع جدة بالإشادة ب"بيان مدريد " وهو نتاج  الجهد السعودي, المتمثل  في رعاية   "المؤتمر العالمي للحوار بين الأديان والثقافات" في اسبانيا هذا الصيف   , وداعيا لنبذ التعصب والعنصرية ,  و نال المؤتمر اهتمام الأمم المتحدة ,حيث سترعى جهدا تكميليا له ..ثم بارك الجميع للسلطان قابوس و الشيخ خليفة بن زايد ..طيهما ملف الحدود المشتركة ,وذلك بتوقيعهما  على الاتفاقية  الحدودية بين سلطنة عمان والإمارات ..  وإقرار  قوائم الإحداثيات النهائية  والخرائط  التفصيلية الخاصة بالاتفاقية  بين البلدين , ثم..فتح باب الحوار الاستراتيجي الخليجي على مصراعيه   .. لدخول تركيا  " اللاعب الإقليمي " هذا العام , شريكا , ولماذا تركيا ؟ قد يكون السبب  هو نجاح الدبلوماسية التركية  في إقناع الطرفين الإسرائيلي و السوري معا بوجوب  استئناف  المفاوضات  حول الجولان  , والتي تم إقرارها بمؤتمر مدريد عام 1992 , فأنقذت بذلك تركيا الدول العربية من مقايضة حجم الانسحاب بحجم السلام ,بالإضافة الى الشق الاقتصادي من   الاتفاقية الخليجية التركية ,و التي تم توقيعها في البحرين عام 2005 , واليوم تتجه الأنظار نحو الدول التي ستستلم الرئاسة في الدورات القادمة للمجلس , وهي كما يبدو سلطنة عمان ومن بعدها الكويت , والأغلبية تراهن على اتجاه  تلك الدول  للاستثمار, ليس الاقتصادي فقط ,إنما السياسي  ايضا ,في علاقاتها العربية .. بعدها  انتقل البيان الختامي إلى موضوع اليمن ..فمنذ قمة مسقط عام 2001 و اليمن تتمتع بقرار الانضمام الجزئي الى عضوية المجلس , وذلك من خلال لجان التربية والصحة ودورة كاس الخليج لكرة القدم ..ثم جاء قرار قمة ابوظبي السادسة والعشرين,و القاضي بعقد اجتماع مشترك بين وزراء خارجية المجلس ووزير الخارجية اليمني لمناقشة متطلبات تأهيل اليمن , تبعه  بعد ذلك  مؤتمر المانحين لليمن في نوفمبر 2006 , حيث  كان للدول الخليجية النصيب الأكبر في المساهمة  بمبلغ خمسة مليارات دولار,تبعه  مؤتمر استكشاف الفرص الاستثمارية في صنعاء  والذي عقد عام 2007 ..وبالرغم من اختلاف الاراء حول انضمام دول جديدة  لمنظومة مجلس التعاون الا انني شخصيا اعتقد ان العضوية يجب ان تكون مقصورة على الدول المؤسسة للمنظومة فقط ,ويفتح باب "الشراكة" وليس العضوية للدول الأخرى .. فالمعادلة بين الموارد الاقتصادية الضخمة والهواجس الأمنية المتزايدة  تزداد تعقيدا , وليس امامنا سوى الالتفات الى الدول المؤسسة للمنظومة واستيعاب البعد الشعبي بالمجالس التشريعية والاستشارية منها وجمعيات النفع العام , والاستثمار في تدريب الطاقات الشبابية ..وللحديث بقية في الأسبوع القادم ..

 

كلمة اخيرة ..لجأت العديد من القنوات التلفزيونية الأمريكية والاوروبية   الى استضافة ابرز " المدونين" bloggers في المجال السياسي والاقتصادي لإبداء الرأي حول الانتخابات الرئاسية الحالية  ..واتمنى ان تتبنى القنوات العربية هذا المسار , ترعى  الوجوه الشبابية الجديدة , خصوصا وبعد ان اصبح لقب "محلل سياسي" يطلق على كل من يقف امام الميكروفون ..نشر بجريدة الجريدة الكويتية www.aljarida.com

 

0 التعليقات