تفاصيل المقال

سمراء ..على كتبة البيت الابيض

ندى المطوع
10/09/2008 12:00 AM

 

سمراء .. على عتبة البيت الابيض

د ندى المطوع

احتار المحللون السياسيون في استيعاب شخصية الرجل  الاسمر ..المنحدر من اصول افريقية  و طفولة اندونيسية وتربى في كنف عائلة من جزيرة هاواي ..ذالك الرجل الذي  احاط نفسه بفريق يحترف  التكتيكات  الانتخابية , و التصق يشخصيات اشتهرت  بالحنكه التاريخيه في الانتخايات الامريكية ..وهو " اوباما " ..تجاوز "براك اوباما"  عقدة  المرشح الذي يصعب على  الناخب الامريكي  استيعاب  اصوله المختلطه , و تخطى "براك"  حملات الدعاية السلبية  التي شغلت الراي العام  بصوره  باللباس الشعبي الافريقي ,  ..وقرأ  مزاج الناخب الامريكي  مستندا  للاحصائيات الخاصة بالسلوكيات السياسية ,  وشوقه الشعب الامريكي  للتغيير..فقرر ان يكون شعاره "الدعوة للتغيير"  ..اقول ذلك بعد متابعتي قبل ايام , للمؤتمر السنوي الذي تعقده الأحزاب المتنافسه أثناء  السباق  على مقعد  الرئاسة ,  ليعلنوا من خلاله  اسماء المرشحين لتولي منصب نائب الرئيس ,  ولم يكن مؤتمرا عاديا .. اذ ارتكز مؤتمر الديمقراطيين  على مفاجأة الحضور بظهور شخصيات مؤثرة أسعدت  الجمهور وابكته في الوقت ذاته ,, واعني بذلك  ظهور شخصيات حزبية ديمقراطية  وأبرزها  السياسي  المخضرم عضو  مجلس الشيوخ  ادوارد كينيدي , على المنصة , رغم  اصابته بسرطان الدماغ ,,تحدث كينيدي عن دعمه للمرشح الرئاسي الاسمر .. واعاد بالحضور الذاكرة الى حادث اغتيال اخيه ,  وتحدث عن القيادة ومواصفات القائد الماهر , ووعد بتسليم شعلة المثاليةالسياسية الى اوباما .., اصر كينيدي على القاء الكلمة بنقسه بعد ان كان مخططا ان تظهر في شريط تسجيلي , وعلى الرغم من اصرار  معلقي القنوات الاخبارية على تسمية ظهور كينيدي المسرحي بمفاجأة المؤتمر .. الا انني اعتقد ان  المفاجأة هي الامراة  السمراء , المحامية خريجة جامعة هارفارد ,  ميشيل اوباما ..التي اظهرت  قدرتها  على جذب الانظار ومهارتها في الخطاب السياسي المرتجل  ,  ومعلوماتها  الغزيرة بالمحطات التاريخية الخاصة بالحقوق السياسية للمراة و الاقليات , و التي أثارت إعجاب  الجمهور , وضجت لها القاعة بالتصفيق .. ميشيل قارئة جيدة لتاريخ اوباما في ترشحه , ولم تخجل من الحديث عن فشله في انتخابات  شيكاغو , واتخاذه من الفشل حافزا للنجاح , .. واخيرا فالسمراء المرشحة لمقعد السيدة الاولى  , فاجأت الحضور بخطاب إنساني وعاطفي وتاريخي في ان واحد .. ومع ذلك .. يبقى  قرار الناخب هو سيد الموقف ..ويبقى المتابع العربي في حيره من امره .. فهل يؤيد ادارة تتخذ من الحروب سبيلا لتعزيز السلام والديمقراطية .. ام ادارة تتخذ من البحث عن بدائل لنفط الشرق الاوسط منهجا ..ولا عزاء لقضايا المواطن العربي ..

ومن المشهد السياسي الامريكي الى المناخ السياسي الكويتي الدافيء .. 

حيث تطفو ثلاثة قضايا  على سطح الساحة السياسية ..اولها الدعوة لعدم المزايدة في مشروع المصفاة الرابعة .. واقول بعد متابعتي للموضوع , ان كنا قد غرقنا في فك التشابك البرلماني الحكومي في الرابعة .. فكيف سنتعامل مع المصافي القادمة واعني الخامسة والسادسة ؟ ..

القضية الثانية.. خاصة بالمكافآت الممنوحة ..لا يمكن مقارنة الموظفة التي تعمل في مؤسسة حكومية , واستلمت مكافاة التمييز الوظيفي , في  العام الماضي ومقدارها مائتين دينار .. بالموظف الحكومي , القليل الدوام والكثير الأعذار , والذي يعمل في وزارة اخرى ,و استلم مكافاته  السنوية وقيمتها الف دينار ..اعتقد وقبل انتشار مرض الاحباط الوظيفي .. انه ان الاوان لوضع معايير لجميع الوزارات والهيئات ....حول المكافأت الممنوحة ..

القضية الثالثة .. حول تدريس مادة "الدستور الكويتي"  للمرحلة الثانوية ..اعتقد وان لم تخنني الذاكرة ان القرار اتخذ  منذ عام 1993 , ولكن مازلنا حتى اليوم نتحدث عن النوايا .. ونغفل عن التطبيق .. اتمنى ان تضاف مادة الدستور للمناهج فابناؤنا بحاجة ماسة  الى دراسة مواد الدستور الكويتي , ومعرفة حقوقهم  قبل بلوغهم السن الانتخابي ..  

 

 نشر بجريدية الجريدة الكويتية www.aljarida.com

 

 

0 التعليقات