تفاصيل المقال

انتخابات 2008 ..لوحة سياسية جديدة

ندى المطوع
28/05/2008 12:00 AM

 
 

انتخابات  2008 ..لوحة سياسية جديدة

 

د. ندى المطوع

كلما أطل علينا مشهد سياسي جديد ..بحثنا جاهدين عن خيوط للتفاؤل ,من خلال الملامح  السياسية الجديدة ,  ومشهد هذا العام بعد  انتخابات 2008 ,  كاللوحة  الفسفسائية, تحوي العديد من الرموز والالوان  ..وأول الغيث  ..  التيارالذي  شق طريقه بين الدوائر متجها لمقاعد البرلمان  .. مالئا فراغا تركه تيار "الاخوان" , وما لبث ان "شطح قبل ان ينطح" ,وبدأ بفرض إملاءات هنا وهناك  ,قبل ادائه القسم....وعلى السجية ذاتها  تحمس  النواب الاخرون لتحوير الخطاب التنموي "الناعم" الذي القي في المقرات الانتخابية , الى صيغة جديدة لم يسمعها الناخب , وهي صيغة " ما قبل التأزيم" ,,  واتساءل بعد متابعتي للانتخابات هذا العام , عن سر ظهور الفراغ السياسي  ,والذي ملأه السلوك الانتخابي الطائفي والعشائري,انتقل   افقيا من دائرة لاخرى ..اسماه البعض تصويتا  قبليا والاخرون عائليا والاثنين سيان,ورافقه انتشار فوضى التحليل السياسي عبر الفضائيات ,والذي اصبح يصنف السلوك السياسي  طبقا للمذاهب والانتماءات فقط  .. الم يحن الوقت للحديث عن قوانين  تنظم العمل السياسي ؟ ليست بالضرورة معنية بالاعتراف بواقعية الاحزاب , انما افساح المجال لسلوك انتخابي ممنهج لا يتنفس بأكسجين   العشائرية والطائفية  , و .اسمحوا لي , بعد تلك المقدمة الطويلة ان ارسم ملامح بعض الدوائر , اظهرتها اللوحة السياسية الجديدة  ..

   الدائرة الاولى ..انقسم مرشحوها  طبقا لانتماءات وتصنيفات ,و خنقها  الطرح الطائفي ,  واخشى ان  تجد قضايا الدائرة طريقا تصل من خلاله للبرلمان   عبر التكتلات البرلمانية  , حامله معها تأزيم منتظر  , .. الدائرة الثانية ,  جمع ناخبوها  بين النقيضين ..حب  الليبرالية وعشق الفكر المحافظ .. وكان نمط الانتخاب العائلي سيد الموقف ,وفي هذا السياق , اضم صوتي للدكتور فلاح المديرس , الذي ذكر في دراسة نشرت الاسبوع الماضي , ان لغياب رئيس جمعية الاصلاح  العم عبدالله العلي المطوع دورا في تراجع شعبية  الحركة الدستورية في اغلب الدوائر ,وفقدانها بريقها   , الى جانب مواقف الحركة من قضايا كرفض التعليم المشترك , واصدار بيانا مثيرا لاستياء واشمئزاز   اولياء امور الطلبة , أشعرهم بنية البعض  حرمان الاسرة الكويتية من اختيار نمط التعليم لابنائها ,     ..اما  "دائرة الثقافة"  وهي الثالثة  , فهي دائرة تعشق  التجديد  , تستحق  ذلك المسمى لاحتضانها النخب الاعلامية والسياسية و  لشغف  ناخبيها بالعلم و العمل السياسي  , وهي ايضا دائرة شبابية الروح , تعزف  لحنا وطنيا ,  , وتبحث دوما عن   وجوه  برلمانية جديدة   ,.. وستصل  اول امراة للبرلمان من " دائرة الثقافة "  ,..اما "دوائر المنافسة"  الرابعة والخامسة , فتأصلت بها ثقافة التنافس بصيغة قبلية ودينية.. فبدأت بالجمعيات التعاونية وامتدت للبرلمان , و برزت من خلال تلك الدوائر "الفرعيات"  بمفاهيم جديدة , فتغلغلت بين القبائل ,عابرة للمناطق , بنمط الكتروني جديد .. اسمه "منتديات الفرعيات الالكترونية " ...ولم لا ؟ فقد يكون اخفاق الحكومة الالكترونية ترك فراغا ملأته الفرعيات الالكترونية , واخيرا ..  ما سبق عزيزي القارئ لم يكن الا ملامح لا اكثر ..ولك ان تحلم  بعلاقة  وئام بين الحكومة والبرلمان ... 

كلمة اخيرة ..عام 2005 ظهر مصطلح "وزراء التأزيم" , وعام 2007 مصطلح "نواب التأزيم" .. لم يتبقى هذا العام الا .. "ناخبي التأزيم" .....!!

0 التعليقات