تفاصيل المقال

لبيروت ... من قلبي سلام

ندى المطوع
12/05/2008 12:00 AM

 

 

 

 

 

لبيروت ... من قلبي سلام

د. ندى سليمان المطوع

 

لبنان .. تلك الحالة الخاصة في عالمنا العربي ,  وهذا البلد الذي تسكنه الطوائف العديدة ...لبنان  المتشابك المصالح مع المحاور الاقليمية والدولية .. تارة يصبح شانا أجنبيا , ينتظراستيراد حلا  من الخارج    , وتارة اخرى يعود ملفة  لطاولة الوزراء العرب ,  لتنضج تسوية منتظرة ,عربية "مية بالمية" ..ثم يصبح ازمة مستعصية "مية بالمية" ايضا..

 لبنان ايضا..  كان موضوعا للتنازع الدبلوماسي  " والعداوة"بين واشنطن وباريس’ قبل عدة اعوام , ثم اصبح وسيلة للتقارب "والمحبة "..الان .

  و من واقع متابعتي  للإعلام اللبناني , ..ارى اختلافا متباينا  ,برز مؤخرا, بين  محترفي التحليل السياسي,   فمنهم  من يرى إستمتاعا سوريا  بفشل المبادرت الفرنسية والامريكية معا , ومنهم من  يقرأ اهدافا بعيدة المنال للقوى السياسية  , تتمثل  بجمع السلطات الثلاث , رئاسة الجمهورية و رئاسة مجلس النواب والقرار الفاعل في الحكومة ...والبعض الاخر يضع اللوم  على  الدور الاسرائيلي في تعميق الازمة, وذلك من خلال الحرب التي شنتها على لبنان في يوليو 2006 ..والانقسام الذي احدثته في الصفوف .

واما  "عمرو موسى", فكان الله في عونه مبعوثا للجامعة , مازال "عمرو" ,على الرغم من   تحمله  قذائف الياس والاحباط , التي تتناوله ابان كل زيارة ,  يستعجل العودة لبيروت لايمانه واصراره بان لبنان مسؤلية عربية ,..وقد جمع مؤخرا في جلسة داخل البرلمان أقطاب الحوار السياسي اللبناني ..فجمع الحريري زعيما للمستقبل صديق الغرب , و الجميل  زعيما للكتائب ورئيسا لبنانيا سابقا مناهضا لسوريا,  وعون  رئيسا لكتلة التيار الوطني الحروزعيما مسيحيا معارضا  ..  اجتماعا رباعيا  , استهدف كسر الجمود, و الاقتراب من تطبيق المبادرة العربية وترشيح قائد الجيش العماد ميشيل سليمان لمنصب الرئاسة الذي مازال معلقا بسبب الخلاف على شكل الحكومة ... الحرب الكلامية مستمرة بين الفرقاء, وموسى لن يتغلب على  "طوفان "  المبادرة العربية..اما الخسائر الاقتصادية .. فحدث ولا حرج ..

فخسائر المواجهه العسكرية عام 2006 تم تقديرها ب 6,3 مليار دولار وخسائر ازمة الاستحقاق الرئاسي الحالية لا يمكن التعبير عنها بالارقام ..  فالتظاهرات لارتفاع الاسعار وغلاء المعيشة تكفي لتدل على صعوبة الاوضاع الاقتصادية ,على الرغم من 

.تعهد الدول المانحة بتقديم ما يزيد على مليار دولار لمساعدة لبنان  لاعادة بناء ما دمرته اسرائيل .وتعهدها لاحقا في يناير 2007 بمنح لبنان 5.7 مليار دولار لمشاريع التنمية ..ودعم الموازنة بشرط احراز تقدم في الاصلاح المالي ..

 

خلاصة القول ..يخشى الكثيرون من انفلات الاوضاع الامنية وانطلاق شرارة حروب اهلية في ظل حالة الاحتقان السياسي بين الفرقاء .. في زمن إفساد مساعي الحل ..اقول ذلك بعد ان طرحت سؤالا خلال الايام القليلة الماضية على عدد من السياسيين ومتابعي الشان اللبناني ..  خاصا بنجاح مساعي الامين العام .. وجاءت النتيجة كالتالي " تدويل .. تدويل ..تدويل" ..وذلك في ظل  الكسوف السياسي  و"دبلوماسية الفتن "التي تشهدها المنطقة ..  

كلمة اخيرة ..  سؤال طرحته نيويورك تايمزعلى صفحتها الالكترونية .. هل تؤيد حرية التدوين الالكتروني ام اخضاع المدونين لمواثيق اعلامية خاصة  ؟ وانا بدوري اطرحه على القارئ العزيز ..

نشر بجريدة الجريدة فبراير 2008 

0 التعليقات